منذ بدأ المشروع الصهيوني والمسجد الأقصى في قلب المخططات الصهيونية وكان الحائط الغربي المعروف بحائط البراق أول ما استهدفه الصهاينة قبل قيام الكيان الصهيوني نفسه وبدأ الصراع عليه قبل الحرب العالمية الأولى عندما احتج متولي الأوقاف أبى مدين الغوث في 12 نوفمبر 1911 لأن أفراد الطائفة اليهودية الذين جرت عادتهم بزيارة الحائط وقوفاً أخذوا مؤخراً يجلبون معهم كراسي للجلوس عليها أثناء الزيارة. وطلب متولي الأوقاف ايقاف هذه الحالة تجنباً لادعاء اليهود في المستقبل بملكية المكان. ومنذ انتهاء الحرب العالمية الأولى واعتماداً على وعد أخذ اليهود يسعون إلى تثبيت حقوق واسعة لهم في هذا المكان عن طريق تغيير الحالة الراهنة التي كان عليها فبدأوا تحركهم عام 1919 بما قدموه من عرائض رسمية ونشروه من مقالات، ووصل الأمر إلى نشر صور لهيكل يهودي جديد مكان مسجد الصخرة ونشر صور لهذا المسجد يعلوها العلم الصهيوني والكتابات العبرانية، وقد كان الصراع على حائط البراق سبب انتفاضة فلسطينية كبيرة عرفت بانتفاضة البراق عام 1929، وكانت أول انتفاضة تشمل معظم أنحاء فلسطين واستمرت أسبوعين كاملين استعانت بريطانيا خلالها بقوات من القواعد البريطانية خارج فلسطين. وعندما وضع صك الانتداب على فلسطين الذي صودق عليه من قبل عصبة الأمم في 24 يوليو 1922 تضمن موادا متعلقة بالأماكن المقدسة كان أهمها المادة 14 التي تنص على تأليف لجنة خاصة لدرس وتحديد وتقرير الحقوق والادعاءات المتعلقة بالأماكن المقدسة والحقوق والادعاءات المتعلقة بالطوائف الدينية المختلفة في فلسطين لكن هذه اللجنة لم تعين إلا عام 1930 بعد أن أوصت لجنة التحقيق في أسباب انتفاضة البراق بسرعة تعيينها.
ولفترة تقرب من العام اعتبار من سبتمبر 1928 حتى أغسطس 1929 الذي حدثت فيه انتفاضة البراق حدثت مشادات واحتجاجات وتجاوزات كلامية وكتابية وسياسية بين العرب واليهود في فلسطين وخارجها. وشكلت لجنتان إحداهما عربية للدفاع عن البراق والأخرى يهودية للدفاع عن المبكى، ودعت لجنة الدفاع عن البراق لعقد مؤتمر إسلامي عام في أول نوفمبر 1928 حضره مندوبون عن فلسطين وسوريا وشرقي الأردن وشكل المؤتمر جمعية عرفت باسم "جمعية الأماكن الإسلامية المقدسة".
وصدر في الشهر نفسه كتاب أبيض من الحكومة البريطانية برقم 3229 مؤيداً المحافظة على الحالة الراهنة داعياً اليهود والمسلمين إلى عقد اتفاق فيما بينهم لتحديد حقوقهم وواجباتهم في الأماكن المقدسة. لكن الاتفاق لم يحدث، فطلبت الحكومة من الطرفين إبراز ما لديهما من مستندات للفصل في الموضوع فقدم المجلس الإسلامي ما لديه من مستندات، لكن الجهة اليهودية المسؤولة لم تقدم أية مستندات واكتفت بإرسال بحث فقهي عن الموضوع.
واستقر في أذهان المسلمين في ذلك الوقت أن اليهود يطمعون في الأماكن المقدسة وأنهم ينوون الاستيلاء على المسجد الأقصى. ورغم تكرار نفي ذلك من قبل السلطة البريطانية والمنظمات اليهودية المسؤولة في فلسطين، لكن المسلمين في فلسطين لم يصدقوا ذلك، خاصة وهم يرون محاولات مستمرة لتغيير الأوضاع المستقرة عند الحائط، وفي هذا الجو المتوتر صدرت قرارات المؤتمر الصهيوني السادس عشر (1929) وبذل الجهود لحمل الحكومة البريطانية على سحب كتابها الأبيض لعام 1928 الذي اعترف بحقوق المسلمين في "الأماكن المقدسة".
وعندما شكلت لجنة دولية للفصل في موضوع حائط البراق عملت 5 أشهر واستمعت لممثلي الطرفين واطلعت على الوثائق ثم قررت: "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير".
وفي إطار هذا الصراع وبدءا من العام 1936 أنشئ مجلس لإدارة شئون المسجد هو المجلس الإسلامي الأعلى الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الحفاظ على قبة الصخرة المشرفة، فقام بين عامي 1936-1948، بأعمال الترميم وعندما أصبحت الضفة الغربية وضمنها القدس تحت إشراف الأردن سنت الحكومة الأردنية سنة 1954، قانون "قانون إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة" خولت فيه مجلس الوزراء تعيين لجنة لإعمار المسجدين. ومنذ ذلك الحين وحتى هذا اليوم واللجنة تقوم بمسؤولياتها
ومنذ احتلال القدس في يونيو 1967 تم إغلاق المسجد الأقصى المبارك لمدة أسبوع تقريباً وحدثت الكثير من الاعتداءات عليه من قبل سلطات الاحتلال، ثم تمت مصادرة مفاتيح باب المغاربة وإخراجه من حوزة الأوقاف الإسلامية بعد أيام قليلة من الاحتلال الغاشم، ثم وفي العام نفسه تم احتلال حائط البراق وتدمير حارة المغاربة وأوقاف المسجد الأقصى الملاصقة له. وفي 15/8/1967 اقتحم رئيس حاخامات الجيش الصهيوني المسجد الأقصى المبارك برفقة بعض الضباط وأدوا صلاتهم فيه. وبدأت جريمة الحفريات عام 1968 وكانت بدايتها بحجم كبير وتم حينها افتتاح أول كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى.
وامتدت الممارسات التعسفية للاحتلال لمدينة القدس القديمة كلها فأزالت في مطلع عام 1969 بإزالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكاملة وهدمت العديد من المساجد والمدارس الإسلامية، ثم قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة.
وفي يوم 21/8/1969 حدث حريق المسجد الأقصى المبارك الشهير الذي حدث في ثلاثة مواقع داخل الجامع القِبلي على يد اليهودي المتطرف الأسترالي (دينيس مايكل روهان)، وأدى إلى دمار هائل أتى على منبر نور الدين محمود الذي أحضره للأقصى السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. وقد أفرج عن الجاني بدعوى أنه مصاب بنوع من الجنون المتقطع وأنه أثناء المحاولة كان واقعا تحت تأثير نوبة جنون.
وفي عام 1970 تم منع المسلمين نهائياً من دخول باب المغاربة، وفي عام 1971 انهار جزء من رباط الكرد الملاصق للمسجد الأقصى المبارك بسبب الحفريات، وفي نهاية عام 1975 انهار جزء من المدرسة العثمانية المرتبطة بالمسجد الأقصى المبارك بسبب الحفريات تحتها، وفي عام 1976 تم هدم الزاوية الفخرية الملاصقة لباب المغاربة وصدر قرار بالسماح لليهود بالصلاة في الأقصى.
وقد تزامنت مع الحفريات مشروعات لـ "نسف" المسجد فتآمر عدد من أتباع "عصبة الدفاع اليهودية" عام 1980 بقيادة "مائير كاهانا" وخططوا لنسف المسجد الأقصى، وفي عام 1982 خططت جماعة سرية صهيونية مكونة من 27 شخصًا بقيادة يهودا عتسيون لنسف المسجد الأقصى وعدد آخر من المساجد في القدس المحتلة وقد أُلقي القبض عليهم وأطلق سراحهم سريعا.
وفي إطار التزامن المشار إليه شهد عام 1981 أعادة افتتاح أحد الأنفاق القديمة وتوسيعه مما أدى لانهيار البوابة الرئيسة لدائرة الوقف الملاصقة لسور المسجد الأقصى الغربي وحدثت عنده معركة بين المسلمين وسلطات الاحتلال سقط خلالها عدة جرحى وتم إغلاقه، ولكنه افتتح مرة أخرى عام 1987، وهو نفسه النفق الذي افتتح رسمياً عام 1996م.
ولم تتوقف الاعتداءات التي كان أخطرها:
- في عام 1981 حدث اعتداء على رباط الكرد الملاصق للأقصى من قبل مجموعة يهودية متطرفة حاولت احتلال إحدى غرفه.
- في عام 1982 تم اكتشاف عبوة ناسفة في ساحات المسجد الأقصى المبارك وتم إبطال مفعولها.
- في يوم 11/4/1982 اقتحم جندي إسرائيلي قبة الصخرة المشرفة وهو يطلق النار عشوائياً مما أدى إلى استشهاد اثنين أحدهما من حراس المسجد وأصيب العشرات، بالإضافة إلى تضرر زخارف القبة.
- في عام 1982 أيضاً وبعد أقل من شهر على مجزرة غودمان في قبة الصخرة، تم إطلاق النار على قبة الصخرة من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود.
- في عام 1983 اكتشفت حوالي ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات شديدة الانفجار في المسجد الأقصى المبارك.
- في عام 1983 اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى وأطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المصلين بعد صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك وأصيب العشرات.
- في عام 1983 حدثت محاولة احتلال لرباط الكرد من قبل مجموعة من المتطرفين ولكنها باءت بالفشل.
- عام 1984 أدت مجموعة يهودية متطرفة الصلاة داخل المدرسة التنكزية الملحقة بالأقصى المبارك والمطلة عليه.
- في عام 1986 تم احتلال رباط الكرد بشكل شبه كامل بيد الشرطة الإسرائيلية وبعض المتطرفين اليهود.
- عام 1988 ألقيت مواد حارقة داخل الأقصى المبارك بعد منتصف الليل من قبل بعض المتطرفين اليهود وتم إطفاء النار.
- عام 1989 اعتدى الجيش على المصلين في الأقصى بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
- عام 1989 اقتحم جرشون سلمون زعيم جماعة أمناء جبل الهيكل المسجد الأقصى المبارك مع مجموعة من مؤيديه وبعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي.
- في 10/9/1990 تمت مصادرة المدرسة التنكزية نهائياً وتحويلها إلى نقطة للشرطة الصهيونية.
- عام 1990 أيضاً اقتحمت مجموعة من المصلين اليهود المسجد الأقصى المبارك ونفخت البوق اليهودي (الشوفار) في ساحاته.
- في 8/10/1990 حدثت مجزرة الأقصى الأولى حين استشهد في الأقصى 17 مسلماً وجرح المئات، وكان ذلك بعد تهديد جماعة أمناء جبل الهيكل بدخول الأقصى.
- في عام 1990 وبعد أسبوع تقريباً من المجزرة الأولى منعت سلطات الاحتلال المصلين المسلمين ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول الأقصى لصلاة الجمعة، وصارت هذه سنة لهم كلما حدثت مشاكل في المنطقة، وتم تأخير صلاة الجمعة في الأقصى لمدة ساعة.
وتكرر مؤامرات حرق أو هدم المسجد الأقصى بعد ذلك مرات كثيرة، وفي الإطار نفسه تأسست "جماعة أبناء الهيكل" عام 1988 باسم وحصلت على ترخيص رسمي إسرائيلي بممارسة نشاطها تحت مسمى "مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل" ويقوم أعضاؤها بجمع وإعداد المواد اللازمة لبناء الهيكل وقد أعدت رسما تخطيطيا للهيكل المزمع إقامته مكان المسجد الأقصى. وفي عام 1989 قامت مجموعة من جماعة "غوش أمونيم" باقتحام المسجد الأقصى وهي محاولات تتم سنويا وبخاصة في الذكرى السنوية لهدم الهيكل وفي الإطار نفسه قام أرئيل شارون قبل أن يصبح رئيسا للوزراء بدخول المسجد الأقصى عام 2000 فاندلعت انتفاضة الأقصى الفلسطينية.
وتطرح سلطات الاحتلال حاليا فتح المسجد الأقصى لزيارة اليهود والصلاة فيه لليهود على غرار ما يحدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل الذي فرض عليه التقسيم فعليا فتحول إلى جامع وكنيس معا أي تتم فيه الصلاة للمسلمين واليهود على حد سواء.
ولفترة تقرب من العام اعتبار من سبتمبر 1928 حتى أغسطس 1929 الذي حدثت فيه انتفاضة البراق حدثت مشادات واحتجاجات وتجاوزات كلامية وكتابية وسياسية بين العرب واليهود في فلسطين وخارجها. وشكلت لجنتان إحداهما عربية للدفاع عن البراق والأخرى يهودية للدفاع عن المبكى، ودعت لجنة الدفاع عن البراق لعقد مؤتمر إسلامي عام في أول نوفمبر 1928 حضره مندوبون عن فلسطين وسوريا وشرقي الأردن وشكل المؤتمر جمعية عرفت باسم "جمعية الأماكن الإسلامية المقدسة".
وصدر في الشهر نفسه كتاب أبيض من الحكومة البريطانية برقم 3229 مؤيداً المحافظة على الحالة الراهنة داعياً اليهود والمسلمين إلى عقد اتفاق فيما بينهم لتحديد حقوقهم وواجباتهم في الأماكن المقدسة. لكن الاتفاق لم يحدث، فطلبت الحكومة من الطرفين إبراز ما لديهما من مستندات للفصل في الموضوع فقدم المجلس الإسلامي ما لديه من مستندات، لكن الجهة اليهودية المسؤولة لم تقدم أية مستندات واكتفت بإرسال بحث فقهي عن الموضوع.
واستقر في أذهان المسلمين في ذلك الوقت أن اليهود يطمعون في الأماكن المقدسة وأنهم ينوون الاستيلاء على المسجد الأقصى. ورغم تكرار نفي ذلك من قبل السلطة البريطانية والمنظمات اليهودية المسؤولة في فلسطين، لكن المسلمين في فلسطين لم يصدقوا ذلك، خاصة وهم يرون محاولات مستمرة لتغيير الأوضاع المستقرة عند الحائط، وفي هذا الجو المتوتر صدرت قرارات المؤتمر الصهيوني السادس عشر (1929) وبذل الجهود لحمل الحكومة البريطانية على سحب كتابها الأبيض لعام 1928 الذي اعترف بحقوق المسلمين في "الأماكن المقدسة".
وعندما شكلت لجنة دولية للفصل في موضوع حائط البراق عملت 5 أشهر واستمعت لممثلي الطرفين واطلعت على الوثائق ثم قررت: "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير".
وفي إطار هذا الصراع وبدءا من العام 1936 أنشئ مجلس لإدارة شئون المسجد هو المجلس الإسلامي الأعلى الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الحفاظ على قبة الصخرة المشرفة، فقام بين عامي 1936-1948، بأعمال الترميم وعندما أصبحت الضفة الغربية وضمنها القدس تحت إشراف الأردن سنت الحكومة الأردنية سنة 1954، قانون "قانون إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة" خولت فيه مجلس الوزراء تعيين لجنة لإعمار المسجدين. ومنذ ذلك الحين وحتى هذا اليوم واللجنة تقوم بمسؤولياتها
ومنذ احتلال القدس في يونيو 1967 تم إغلاق المسجد الأقصى المبارك لمدة أسبوع تقريباً وحدثت الكثير من الاعتداءات عليه من قبل سلطات الاحتلال، ثم تمت مصادرة مفاتيح باب المغاربة وإخراجه من حوزة الأوقاف الإسلامية بعد أيام قليلة من الاحتلال الغاشم، ثم وفي العام نفسه تم احتلال حائط البراق وتدمير حارة المغاربة وأوقاف المسجد الأقصى الملاصقة له. وفي 15/8/1967 اقتحم رئيس حاخامات الجيش الصهيوني المسجد الأقصى المبارك برفقة بعض الضباط وأدوا صلاتهم فيه. وبدأت جريمة الحفريات عام 1968 وكانت بدايتها بحجم كبير وتم حينها افتتاح أول كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى.
وامتدت الممارسات التعسفية للاحتلال لمدينة القدس القديمة كلها فأزالت في مطلع عام 1969 بإزالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكاملة وهدمت العديد من المساجد والمدارس الإسلامية، ثم قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة.
وفي يوم 21/8/1969 حدث حريق المسجد الأقصى المبارك الشهير الذي حدث في ثلاثة مواقع داخل الجامع القِبلي على يد اليهودي المتطرف الأسترالي (دينيس مايكل روهان)، وأدى إلى دمار هائل أتى على منبر نور الدين محمود الذي أحضره للأقصى السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. وقد أفرج عن الجاني بدعوى أنه مصاب بنوع من الجنون المتقطع وأنه أثناء المحاولة كان واقعا تحت تأثير نوبة جنون.
وفي عام 1970 تم منع المسلمين نهائياً من دخول باب المغاربة، وفي عام 1971 انهار جزء من رباط الكرد الملاصق للمسجد الأقصى المبارك بسبب الحفريات، وفي نهاية عام 1975 انهار جزء من المدرسة العثمانية المرتبطة بالمسجد الأقصى المبارك بسبب الحفريات تحتها، وفي عام 1976 تم هدم الزاوية الفخرية الملاصقة لباب المغاربة وصدر قرار بالسماح لليهود بالصلاة في الأقصى.
وقد تزامنت مع الحفريات مشروعات لـ "نسف" المسجد فتآمر عدد من أتباع "عصبة الدفاع اليهودية" عام 1980 بقيادة "مائير كاهانا" وخططوا لنسف المسجد الأقصى، وفي عام 1982 خططت جماعة سرية صهيونية مكونة من 27 شخصًا بقيادة يهودا عتسيون لنسف المسجد الأقصى وعدد آخر من المساجد في القدس المحتلة وقد أُلقي القبض عليهم وأطلق سراحهم سريعا.
وفي إطار التزامن المشار إليه شهد عام 1981 أعادة افتتاح أحد الأنفاق القديمة وتوسيعه مما أدى لانهيار البوابة الرئيسة لدائرة الوقف الملاصقة لسور المسجد الأقصى الغربي وحدثت عنده معركة بين المسلمين وسلطات الاحتلال سقط خلالها عدة جرحى وتم إغلاقه، ولكنه افتتح مرة أخرى عام 1987، وهو نفسه النفق الذي افتتح رسمياً عام 1996م.
ولم تتوقف الاعتداءات التي كان أخطرها:
- في عام 1981 حدث اعتداء على رباط الكرد الملاصق للأقصى من قبل مجموعة يهودية متطرفة حاولت احتلال إحدى غرفه.
- في عام 1982 تم اكتشاف عبوة ناسفة في ساحات المسجد الأقصى المبارك وتم إبطال مفعولها.
- في يوم 11/4/1982 اقتحم جندي إسرائيلي قبة الصخرة المشرفة وهو يطلق النار عشوائياً مما أدى إلى استشهاد اثنين أحدهما من حراس المسجد وأصيب العشرات، بالإضافة إلى تضرر زخارف القبة.
- في عام 1982 أيضاً وبعد أقل من شهر على مجزرة غودمان في قبة الصخرة، تم إطلاق النار على قبة الصخرة من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود.
- في عام 1983 اكتشفت حوالي ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات شديدة الانفجار في المسجد الأقصى المبارك.
- في عام 1983 اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى وأطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المصلين بعد صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك وأصيب العشرات.
- في عام 1983 حدثت محاولة احتلال لرباط الكرد من قبل مجموعة من المتطرفين ولكنها باءت بالفشل.
- عام 1984 أدت مجموعة يهودية متطرفة الصلاة داخل المدرسة التنكزية الملحقة بالأقصى المبارك والمطلة عليه.
- في عام 1986 تم احتلال رباط الكرد بشكل شبه كامل بيد الشرطة الإسرائيلية وبعض المتطرفين اليهود.
- عام 1988 ألقيت مواد حارقة داخل الأقصى المبارك بعد منتصف الليل من قبل بعض المتطرفين اليهود وتم إطفاء النار.
- عام 1989 اعتدى الجيش على المصلين في الأقصى بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
- عام 1989 اقتحم جرشون سلمون زعيم جماعة أمناء جبل الهيكل المسجد الأقصى المبارك مع مجموعة من مؤيديه وبعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي.
- في 10/9/1990 تمت مصادرة المدرسة التنكزية نهائياً وتحويلها إلى نقطة للشرطة الصهيونية.
- عام 1990 أيضاً اقتحمت مجموعة من المصلين اليهود المسجد الأقصى المبارك ونفخت البوق اليهودي (الشوفار) في ساحاته.
- في 8/10/1990 حدثت مجزرة الأقصى الأولى حين استشهد في الأقصى 17 مسلماً وجرح المئات، وكان ذلك بعد تهديد جماعة أمناء جبل الهيكل بدخول الأقصى.
- في عام 1990 وبعد أسبوع تقريباً من المجزرة الأولى منعت سلطات الاحتلال المصلين المسلمين ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول الأقصى لصلاة الجمعة، وصارت هذه سنة لهم كلما حدثت مشاكل في المنطقة، وتم تأخير صلاة الجمعة في الأقصى لمدة ساعة.
وتكرر مؤامرات حرق أو هدم المسجد الأقصى بعد ذلك مرات كثيرة، وفي الإطار نفسه تأسست "جماعة أبناء الهيكل" عام 1988 باسم وحصلت على ترخيص رسمي إسرائيلي بممارسة نشاطها تحت مسمى "مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل" ويقوم أعضاؤها بجمع وإعداد المواد اللازمة لبناء الهيكل وقد أعدت رسما تخطيطيا للهيكل المزمع إقامته مكان المسجد الأقصى. وفي عام 1989 قامت مجموعة من جماعة "غوش أمونيم" باقتحام المسجد الأقصى وهي محاولات تتم سنويا وبخاصة في الذكرى السنوية لهدم الهيكل وفي الإطار نفسه قام أرئيل شارون قبل أن يصبح رئيسا للوزراء بدخول المسجد الأقصى عام 2000 فاندلعت انتفاضة الأقصى الفلسطينية.
وتطرح سلطات الاحتلال حاليا فتح المسجد الأقصى لزيارة اليهود والصلاة فيه لليهود على غرار ما يحدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل الذي فرض عليه التقسيم فعليا فتحول إلى جامع وكنيس معا أي تتم فيه الصلاة للمسلمين واليهود على حد سواء.